وصلتنى رسالة من الأستاذ عبدالرحمن عبدربه يشكو فيها من وضع الفنيين الصحيين، يقول: ربما لا يعرفنا البعض منكم رغم أنكم تلتقون بنا دائماً، نجلس خلف أجهزة الأشعة والتحاليل الطبية وفى معامل الأسنان، وعندما تسلمون أنفسكم للتخدير، أو تستدعون عربات الإسعاف -لا قدر الله- أو تلتقون بهم فى الشارع مثل مراقبى الأغذية (مراقبى معدة مصر) أو مراقب البيئة وهو يحمى البيئة المصرية أو مراقبى التطعيم الذين يشاركون فى حماية أطفال مصر (مستقبل مصر) من الأمراض... ونحن نعرفكم، ولأننا نحن وأنتم فى أمس الحاجة إلى إصلاح المجال الطبى الذى لن يكون بغير رد الاعتبار إلى الفئات العاملة فيه جميعاً، بغير حصولها على حقوقها وتطوير فرصها فى التعلم والدراسة وحفظ كرامتها وإنسانيتها الضرورية إطلاقاً لاحترام إنسانية المرضى والبشر أجمعين. لكن ما هى قصة المعاهد الفنية الصحية؟ تم إنشاء المعاهد الفنية الصحية فى عام 1928 وكانت تشمل تخريج (فنى أشعة- فنى تحاليل طبية- فنى معاون صحى- فنى تسجيل وإحصاء طبى- فنى أسنان- فنى إسعافات أولية). وكان خريجو هذه المعاهد مطلباً لكل الدول العربية ومطمعاً لسوق العمل الخارجى وكانت مصر على الرغم من البدائية فى نظام التعليم رائدة فى هذا المجال على مستوى الوطن العربى وقد تعلمت منا جميع الدول العربية وقاموا بتطوير أنفسهم ليس بإنشاء معاهد وإنما تطويرها إلى كليات تكنولوجية متخصصة للعلوم الطبية فسبقتنا بعقود من الزمن بعد أن كانت هناك مسافات طويلة بيننا وبينهم فى الريادة.. فهل لا تستحق مصر منكم أن تهرولوا مسرعين فى استعادة ريادتها، نريد حقنا فى تطوير المعاهد الفنية الصحية التى نتعلم فيها، حقنا فى دراسة متطورة بديلاً عن مناهج الخمسينيات التى سقطت محتوياتها من حساب الزمان والأمم المتحضرة، حقنا فى استكمال دراساتنا متى كنا نطمح إلى التطور المهنى. من وراء مشكلة تكملة الدراسة للفنيين، ولكن نظراً للفساد السائد حتى الآن والمصالح الفئوية والمادية واحتكار العلم تم إجهاض أى محاولة لإنشاء مثل هذا النوع من التعليم، ففى الوقت الذى يتم فيه إنشاء كليات علوم طبية خاصة من يريد العلم يدفع، وبعد صدور توصية منظمة الصحة العالمية بضرورة حصول العاملين فى المجال الصحى على درجة البكالوريوس كحد أدنى ووجود توصية فى المملكة السعودية ودول الخليج بضرورة تجسير جميع حاملى الدبلوم إلى البكالوريوس خلال ثلاث سنوات مما قد ينهى وجود عمالة مهمة فى المملكة والخليج ومصدر مهم من تحويلات المصريين بالخارج وتأثر التقنيين الصحيين بذلك معنوياً ومادياً بجانب الوضع الموجود أصلاً من تدنى عقودهم بالنسبة لغيرهم من الدول الأخرى بسبب المؤهل مع ضياع الفرص للعمل بدول أخرى هى فى حاجة للعمالة الصحية وحاجة مصر للاستثمار البشرى الذى هو أثمن الاستثمارات وأعظمها على الإطلاق لكى تقيم مصر نظاماً صحياً متقدماً يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة فلا سبيل لذلك إلا بالاهتمام بتعليم تقنى متقدم يخلق كوادر ذات مقدرة وكفاءة. مطالبنا: - نرجو أن تكون تكملة الدراسة للحصول على بكالوريوس التقنية الطبية هذا العام الدراسى 2014 حيث يتم منذ سنوات (منذ 28 عاماً) المماطلة والتسويف بكل الطرق لمنعنا من تكملة الدراسة من طيور الظلام وأصحاب المصالح مع توافر الإمكانيات وعدم وجود ما يمنع (القرارات جاهزة للتنفيذ فقط). - نرجو تحويل المعاهد الفنية الصحية إلى كليات التقنية الطبية على أن تكون الدراسة مطابقة لأحدث المعايير والأساليب العلمية العالمية لتناسب التقدم التقنى العالمى. - إنشاء مجلس التعليم التقنى الطبى. - تحويل نقابة العلوم الصحية إلى نقابة مهنية لرعاية الفنيين الصحيين علمياً وصحياً واجتماعياً.